إنجاز صامت

إحباط «إنجاز صامت» لحكومة نتنياهو في غزة

  • إحباط «إنجاز صامت» لحكومة نتنياهو في غزة

افاق قبل 6 سنة

 

 

إحباط «إنجاز صامت» لحكومة نتنياهو في غزة

المحامي علي ابوحبله

راهن الجميع ممن انخرطوا في تمرير المشروع الصهيو أمريكي " صفقة القرن  " على تحقيق التهدئة بين حماس والاحتلال الإسرائيلي وقد ساد التفاؤل في تحقيق هدفهم بعد سماح إسرائيل بإدخال الأموال القطرية إلى غزه ، وهذه تعيدنا الى حادثة اغتيال الشهيد  احمد الجعبري في 2013 ، حيث تجمع قطر ، بين متناقضات عدة، منها دعم حركة حماس الفلسطينية من جهة، وعلاقات الصداقة مع إسرائيل من الجهة الأخرى. ولم يكن من باب الصدفة أن نفذت إسرائيل هجومها الشامل على قطاع غزة بعد أيام قليلة من زيارة أداها أمير قطر آنذاك حمد بن خليفة آل ثاني إلى القطاع في 23 أكتوبر 2012، فقد أكدت مصادر مطلعة انذاك  أن عملية «عمود السحاب»، التي أطلقها جيش الاحتلال الإسرائيلي يوم 14 نوفمبر 2012، كانت مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بزيارة أمير قطر السابق إلى غزة.

وأكد دبلوماسيون ومصادر مطلعة انذاك لموقع «غلوبال ريسيرتش» الكندي، أن الأمير القَطَري قدم خدمة جليلة للإسرائيليين، من خلال مساعدتهم في تحديد مواقع قادة فلسطينيين في قطاع غزة المحاصر، ليتم استهدافهم في ما بعد بالاعتداءات الإسرائيلية الغادرة، مشيرين إلى أن الشبهات تحوم حول هذه المسألة، مع تزامن زيارة حمد للقطاع، واغتيال القيادي في كتائب عز الدين القسام التابعة لحركة حماس، أحمد الجعبري، في اعتداء جوي استهدف سيارته، وتمكن قوات الاحتلال من تحديد مواقع إقامة ومكاتب عدد من قادة حماس خلال هذه الزيارة.‏‏

وأقدمت سلطات الاحتلال في 14 نوفمبر 2012، على اغتيال الجعبري، وأسفر الهجوم كذلك عن مقتل القيادي في القسام أحمد أبو جلال. وورد في تقرير استخباري فرنسي، أن نظام الحمدين قتل الجعبري بساعة يد تحمل مادة «سي 4» شديدة الانفجار. وهذا النوع من ساعات اليد، تم اختباره بضغط جوي يُقدّر بنحو 300 بار، علاوة على ذلك، فقد جرب هذا النموذج باختبار أشد عنفاً وقسوة، أجراه خبراء القوات الخاصة الأميركية، وضباط الاستخبارات الإسرائيلية، وهذا النموذج يصنع يدوياً في إسرائيل.

ونعود للعدوان الجديد لاسرائيل على قطاع غزه ليل امس الاحد فقد اعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، رسميًا، مقتل ضابط في الجيش، وإصابة ضابط آخر نتيجة تبادل لإطلاق النار، خلال عملية لقوة خاصة في قطاع غزة، الليلة الماضية.

وذكرالمتحدث باسم الجيش، في بيان له، أنه خلال عملية ميدانية لقوة خاصة تابعة للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، اندلع تبادل لإطلاق النار، أسفر عن مقتل أحد ضباط الجيش الإسرائيلي وإصابة ضابط آخر بجراح متوسطة.وقالت مصادر عبرية ان الضابط القتيل برتبة مقدم وهو قائد كتيبة في لواء جولاني.

وهذا يؤكد ان التهدئه امر لم يهم كثيراً لإسرائيل الذي طالب به «الموفد» القطري إلى غزة قبل يومين، فاتخذته ستاراً لتنفيذ عملية داخل القطاع بحق أحد قادة المقاومة. عملية تحوّلت إلى «حدث أمني خطير»، بعدما استطاعت قوى المقاومه  حصار سيارة الوحدة الإسرائيلية الخاصة خلال فرارها، ما دفع  قوات الاحتلال الاسرائيلي إلى التدخّل بالقصف المكثف لإنقاذ الوحده المنفذه لعملية الاغتيال ، الأمر الذي أوقع شهداء وجرحى. مباشرة، عمدت المقاومة إلى قصف «غلاف غزة»، في ردّ استدعى رفع درجة التأهب إسرائيلياً وقطع بنيامين نتنياهو سفره إلى باريس. كذلك أعلنت قوى المقاومه «النفير العام»، علماً يأنها لم تفكّ استنفارها القائم منذ شهور، رغم الطمأنة المصرية والأممية المتواصلة.

باءت محاولة  الاحتلال الإسرائيلي تحقيق «إنجاز صامت» (لا يؤدي إلى تصعيد) باختطاف قيادي كبير في «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، بطريقة احترافية، بإخفاق جديد وكبير بعد اكتشاف المقاومة القوة المتسللة والاشتباك معها. تقول مصادر أمنية لـ«الأخبار» إن قوة خاصة دخلت متخفية واستخدمت سيارة وفّرها لهم أحد العملاء، شرق خانيونس جنوبي قطاع غزة، بهدف اختطاف المسئول عن شبكة الأنفاق شرق خانيونس، لكنها لم تنجح في خطفه أو قتله، بل اندلع اشتباك استشهد إثره عدد من عناصر «القسام»، من بينهم المسؤول العسكري في المنطقة نور بركة. جراء ذلك، انسحبت القوة الإسرائيلية وسط كثافة نيران وفّرها سلاح الطيران الذي قصف المناطق الشرقية لخانيونس والطرق المؤدية إليها بعشرات الغارات، ما أدى إلى قطع الطرق بصورة شبه كاملة.

رواية «الكتائب»، التي جاءت سريعة، قالت إن «قوة خاصة تابعة للعدو الصهيوني تسللت... في منطقة مسجد الشهيد إسماعيل أبو شنب بعمق 3 كلم شرقي خانيونس»، واغتالت القائد بركة، مضيفة: «بعد اكتشاف أمرها وقيام مجاهدينا بمطاردتها والتعامل معها، تدخّلت الطائرات الحربية للعدو، وقام بعمليات قصفٍ للتغطية». بعد ذلك، أعلنت مصادر طبية فلسطينية استشهاد 6 وإصابة 7 آخرين بجراح مختلفة. وقد استشهد مع بركة (37 عاماً) محمد القرا (23 عاماً)، كما استشهد خلال القصف خالد قويدر (29 عاماً) ومصطفى أبو عودة (21 عاماً) ومحمود عطا الله مصبح (25 عاماً) وعلاء فسيفس (24 عاماً).ارتقى في مجمل العملية 6 شهداء وأُصيب آخرون

وبينما أعلنت «القسام»، والذراع العسكرية لحركة «الجهاد الإسلامي»، «سرايا القدس»، «النفير العام»، فرضت الأجهزة الأمنية في غزة إجراءاتٍ مُكثفة في جميع مناطق القطاع، داعية المواطنين ووسائل الإعلام إلى عدم تداول أي روايات أو معلومات متعلقة بالحادث، والاعتماد على ما يصدر عن الجهات الرسمية فقط، ولا سيما مع تضارب الأنباء حول قتل أو أسر جنود إسرائيليين. وبعد وقت قصير من العملية، أطلقت قوى رشقات من الصواريخ وقذائف الهاون صوب المستوطنات المحيطة بالقطاع. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن «القبة الحديدية» اعترضت عدداً من الصواريخ، في حين سقطت أخرى في مناطق مفتوحة من «غلاف غزة»، كما أفادت سماع دوي صفارات الإنذار في المستوطنات على نحو متكرر منذ وقوع الحدث، ثم ذكرت القناة «الـ14» العبرية أنه تقرر إلغاء الدراسة في «غلاف غزة» اليوم.

على الجانب السياسي، أجرى رئيس حكومة الاحتلال  بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن أفيغدور ليبرمان، مشاورات عاجلة مع قادة الجيش بشأن الوضع في غزة. لكن نتنياهو، الذي قطع زيارته للعاصمة الفرنسية باريس لمتابعة المستجدات، أصدر تعليماته إلى «المجلس الوزاري المصغر» (الكابينت) بعدم التصريح لوسائل الإعلام. وفي محاولة للتنصل من الفشل في اختطاف القيادي في «القسام» أو اغتياله، قال المحلل العسكري لصحيفة «معاريف»، تال ليف رام، إنه لم توجد نية للقوة الخاصة بقتل أو خطف القيادي في القسام، مضيفاً: «الجيش يجري عمليات استخبارية كبيرة وكثيرة في غزة، ولم يحدث مثل هذا الحدث... يبدو أنه تم كشف القوة وجرى تبادل لإطلاق النار»، ملمّحاً إلى أنه لا يعتقد أن القيادة السياسية التي تسعى إلى تهدئة يمكن أن توافق على خطة لخطف أو اغتيال أي من «حماس».

الأمر نفسه ذهب إليه المحلل في صحيفة «يديعوت أحرونوت» يوسي يهوشع، قائلاً إن من غير المرجّح أن يوافق نتنياهو على عملية اغتيال أو اختطاف مسؤول كبير في هذا الوقت، مضيفاً: «هو يريد الهدوء... طوال الوقت يكون هناك عمليات استخبارية ناجحة في غزة، ولكن لا يعني ذلك قتل أو اختطاف أي قيادي». واللافت تزامن ذلك مع نقل التلفزيون الإسرائيلي الرسمي (كان) مساء أمس أن «الكابينت» صدّق على المرحلة التالية من تطبيق تفاهمات التهدئة في غزة بوساطة مصرية وأممية، وتتضمن الدخول في مفاوضات لإتمام صفقة أسرى، مقابل بدء إجراءات إعادة إعمار القطاع المحاصر، إضافة إلى تحويل محطة الكهرباء في غزة للعمل بالغاز الطبيعي، وإدخال حاويات إلى القطاع تحتوي على معدات من أجل استكمال بناء منشأة لتحلية المياه.

من جهته قال مراسل إذاعة الجيش الإسرائيلي "تساحي دبوش"، إن العملية التي نفذها الجيش الإسرائيلي مساء امس في قطاع غزة فشلت، بعدما تم كشفها وملاحقتها داخل القطاع. وأضاف المراسل، "نتنياهو" وافق على العملية تجند من أجل تضليل حركة حماس، ودفعها لعدم أخذ الاحتياطات اللازمة، ليسهل عمل الوحده الخاصة وتنفيذ مهمتها بسهولة.

وأوضح المراسل، أن "نتنياهو" حاول خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده أمس في باريس، أن يدفع حماس للتراخي من خلال دفاعه عن التهدئة وتكريس انطباع أنه غير معني بالتصعيد، لكن الأمور جاءت بعكس ما تم تخطيطه.

وقال مراسل إذاعة الجيش الإسرائيلي "تساحي دبوش"، إن العملية التي نفذها الجيش الإسرائيلي مساء امس في قطاع غزة فشلت، بعدما تم كشفها وملاحقتها داخل القطاع.

لا يمكن المراهنه على أي وعود اسرائيليه والعمليه الاسرائيليه قد تؤدي لتصعيد جديد على غرار الرصاص المصبوب او عملية السحاب بحيث المنطقه برمتها مرشحه للانفجار اذا اخذنا بعين الاعتبار للتحذير الذي وجّهه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الى اسرائيل ، ويبدو موقفاً مدروساً بدقة في المضمون والتوقيت. ورسائلة باتت أكثر حضوراً لدى مؤسسة القرار السياسي والأمني في تل أبيب، وأيضاً لدى أصدقاء حزب الله وحلفائه وخصومه في الساحة اللبنانية.

 

 

التعليقات على خبر: إحباط «إنجاز صامت» لحكومة نتنياهو في غزة

حمل التطبيق الأن